سيلفي» مع جدّ متوفًّى تثير حنقاً وسط مطالبات بتشديد الرقابة الأسرية على التقنيات

 صحيفة الشرق

 

«سيلفي» مع جدّ متوفًّى تثير حنقاً وسط مطالبات بتشديد الرقابة الأسرية على التقنيات
٢٠١٥/٧/٢

الدمام – جابر اليحيوي

دعا تربويون واختصاصيون اجتماعيون الآباء إلى تشديد الرقابة على استخدام أبنائهم التقنيات الحديثة والتطبيقات الإلكترونية بما يَحدّ من الاستخدامات السلبية للتكنولوجيا.
وجاءت المطالبات بعدما نشر طفل صورة «سيلفي» على موقع «فيسبوك» ويبدو فيها داخل مستشفى بجانب جده المتوفى للتو مُعلِّقاً عليها بعبارة «باي باي جدو»، ما أثار استهجان كثيرين من متصفحي الموقع الذين رأوا أن الطفل سار خلف تقليدٍ أعمى هو التصوير بطريقة «سيلفي» ولم يراعِ وفاة جده.
وتحدَّث المستشار التربوي الأسري، مصطفى محمد الحجاجي، عن «إشارات مؤلمة في هذه الواقعة» كون الطفل عبّر عن حزنه بطريقة غير ملائمة سيراً خلف تقليدٍ أعمى.
ودعا الحجاجي إلى حصر تعامل الصغار مع مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية على ما يناسب نموهم العقلي «لأن هذه الوسائط تضع الطفل في مجتمع أكبر من إدراكه»، مقترحاً توفير وسائط بديلة تناسب السن الصغيرة.
في السياق نفسه؛ حذرت الاختصاصية الاجتماعية، نورة الحمودي، من وقوع الأطفال ضحايا لإدمان مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، واعتبرت الأسرة مسؤولة عن تقويم سلوك أبنائها المتعاملين مع التقنيات الحديثة، داعيةً إلى تقنين هذا التعامل.
لكنها نصحت بعدم منع الأطفال بشكل مفاجئ من التعامل مع التقنيات، مقترحةً التدرج في تقليص عدد ساعات استخدام الطفل للتكنولوجيا مع التدقيق في نوعية المواقع والبرامج التي يتصفحها.
وإذ نبَّهت الأسرة إلى ضرورة الاستفادة من خاصية حجب مواقع التواصل غير المناسبة؛ أشارت إلى أهمية عودة ولي الأمر إلى الاختصاصي الاجتماعي «الذي يزود الأهل بخطة علاجية مناسبة لسلوك الطفل حسب طبيعة المشكلة التي يتعرض لها».
وتعليقاً على صورة «باي باي جدو»؛ قالت الحمودي إن «الصورة مؤسفة فعلاً خاصةً إذا ما لاحظنا أن الطفل يمدُّ فيها لسانه إلى الخارج، فهي ليست لقطة تجمعه بجده المتوفى وإنما هي مجرد صورة سيلفي يضيفها إلى مجموعته في فيس بوك».
وحذرت من شيوع ثقافة توثيق الأحداث اليومية عبر الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة ما يناسب النشر منها وما لا يناسبه.
وتابعت «كلُّنا يعلم ما للجدِّ من قيمة عظيمة في نفوس الأحفاد، وكون الطفل يعمد إلى التصوير بهذه الطريقة في لحظات الوداع المريرة فهذا بلا شك يعبر عن خلل قيمي وسلوكي».

بدوره؛ لاحظ الاختصاصي الاجتماعي، أحمد السعد، تأثيراً سلبياً لافتاً لثورة التكنولوجيا على تصرفات الصبية مع المحيطين بهم «وهو ما تعكسه استخدامات غير لائقة».
ورأى أن «الخطر بات قريباً من أبنائنا نظراً لتوفر الأجهزة الذكية وصغر حجمها ما يتيح استخدامها بعيداً عن رقابة من الآباء والأمهات».
ونبَّه السعد إلى ضرورة قيام الأب والأم بدور توعوي ورقابي و»استيضاح الأمور مع أبنائهم وتوجيههم بالاستخدام الأمثل للتقنية دون إفراط، مع إرشادهم إلى برامج وتطبيقات تساعدهم على تنمية قدراتهم والابتعاد عن البرامج المضيِّعة للوقت والمفسِدة للأخلاق».

 http://www.alsharq.net.sa/2015/07/02/1367708

 


آخر تحديث
8/21/2015 10:59:58 PM