حفلات التخرج بين “السلبيات والايجابيات”

 حفلات التخرج بين “السلبيات والايجابيات”

صدى الجبيل-عابده السلامي- الجبيل

حذر مختصون من عواقب المبالغة في حفلات النجاح والتخرج وما لها من آثار سلبية تؤثر في حياة وسلوك الفرد والمجتمعات, في الوقت الذي لازال المجتمع بمختلف فئاته يتفنن بالتفاخر بحفلات التخرج والنجاح المدرسية منها والخاصة.

وقالت الاستاذة “نوره الحمودي” معيد جامعة الملك عبدالعزيز لـ”صدى الجبيل” ان من الضروري تدعيم نتائج سلوك الطالب والطالبة الذي أدى النتيجة المطلوبة وهي النجاح موضحة أن هناك مواصفات يجب عقدها والاتفاق عليها مسبقا قبل حفلة التخرج بين الأهل والطالب ,وهذه المكافأة حسب التقدير الذي يرتضيه الأهل والذي يكون كذلك متفقا مع قدرات وظروف هذا الطالب الصحية  والاجتماعية حتى لا تتحول هذه الحفلات الى مجرد تقليد يبحث فيه الطالب عن تقدير لذاته من خلال التوافق مع صورة اجتماعية عامه.

داعية الى الحذر من البذخ حيث ذكرت “أن هناك عواقب للبذخ والمبالغة في الحفلات وأولها أن هذه الحفلات لن تحقق الهدف الأساسي منها وهو تدعيم سلوك الاجتهاد الموصل للنجاح ,الى جانب انعكاساتها الاجتماعية و الاقتصادية السلبية والتي تخلق لنا شخصيات لا تروى مهما قدم لها حيث اعتادت استقبال الكثير مقابل جهد بسيط مما ينعكس مستقبلا  بشكل سلبي على حياة الطالب والطالبة  سواء الحياة الأسرية أو المهنية.

وترى “الحمودي” أن هناك قواعد هامة يجب اتباعها لتكون هادفة ،كأن تكون حفلات النجاح أوالتخرج بتنظيم عائلي يضم مجموعة من أبناء العائلة ليتم تكريمهم سويا في ليلة واحدة الأمر الذي سيحقق عدة أهداف اقتصادية واجتماعية ,حيث يمكن اختصار عدة حفلات بحفله واحدة ,مشيرة أن الفائدة من هذا اللقاء العائلي تحقيق المزيد من الترابط والتكامل ليتعرف ابناء العائلة على بعضهم البعض ويخلق جوا ايجابيا من المنافسة ,كما يمكن أن تدمج عدة برامج في هذا النوع من الحفلات العائلية بحيث يمكن تحقيق أهداف تربوية اخلاقية دينية.
وحذرت في الوقت ذاته من تحول تلك السلوكيات الى ظاهرة وقالت كل سلوك له وظيفه اجتماعيه يمكن أن يتحول الى ظاهرة اجتماعية سواء كانت سلبية او إيجابية وحفلات التخرج تبرز أحيانا كدلالة على المكانة الاجتماعية لصاحبها أكثر من كونها دعم لسلوك جيد لدى الطالب وطالما تشابكت هذه الخطوط الوظيفية فبالفعل يمكن أن تتحول حفلات التخرج الى ظاهرة سلبية تأخذ دورتها قبل أن تضمحل و يأتي بديل لها.


من جانبه أكد أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة القصيم د.”عبد العزيز بن حمود المشيقح” أن هناك ايجابيات لتلك الحفلات فيما اذا تم مراعاة قواعد معينة لا تخرج عن الاطار المسموح به اجتماعيا واقتصاديا وقال يسعد كل منا برؤية أبناءه  وبناته وهم يحملون مشعل العلم ويرتقون لمصاف التميّز والنجاح كما كان أسلافنا بتعليمهم الجاد دون ضجيج وتبذير وإسراف.

محذرا في الوقت نفسه من ظهور ملامح غريبة في مجتمعنا جعلت الإسراف والتبذير محل الشكر في مدارسنا ومنازلنا للتعبير عن هذا النجاح وأبرزها تنامي ظواهر البذخ والتبذير والمبالغة في حفلات النجاح والتخرج في كثير من مستويات التعليم العام الثلاثة.

ونوه “المشيقح” أن نظام الدولة قد وحد الزي المدرسي للبنات منعاً للتفاخر والتباهي بين افراد المجتمع غير أن البعض من منسوبي المدارس وأولياء الأمور يرفض هذا التوجه باحتفالات يعلوها التبذير فيُحمّلون الطلاب والطالبات دفع التكاليف فيتسابق المقتدر وينكسر قلب الضعيف.

مؤكدا على ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين وحالتهم الاقتصادية لكي لاتحمل الأسر مالا تطيق من دفع ضريبة المهرجانات والأطباق وزخرفة الفصول وردهات المدارس واحتفالات التخرج, وبالمقابل يستنفع من ذلك فئوية قليلة من المدرسة أو أصحاب المحلات التجارية .

منبها على ضرورة التصدي لمثل تلك التصرفاتً ووضع حدا لها حتى لا تتفاقم وتنتقل احتفالات التخرج يوماً للاستراحات وللصالات وقاعات الفنادق وتجر معها الكثير من التبعات والسلبيات المجتمع بغنى عنها.

ومن جانب آخر ذكر أن الأعباء المادية التي تتحملها الأسر من قبل تعليم أبنائهم ستخلق صوراً من التباين بين الطلاب والطالبات الذي حتماً سيخلق بيئة طاردة ومجتمع غير متجانس يفرز عدائية بينهم ,خاصة أنه ربما بعض الأسر ليس لديهم الا طالب واحد أو طالبة واحدة فيسرفون في العطاﺀ والتدليل  فتنعكس تلك التصرفات سلبا عليهم وتؤثر على علاقاتهم بزملائهم وتحصيلهم العلمي, بينما دعى الاسلام الى التواضع وحب الخير للناس وعدم التباهي وخدش مشاعر المسلمين بتلك التصرفات ووضح أن المسلم الحق يعي الحديث الشريف ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فالمجتمع المسلم لبنة واحدة ومراعاة ظروف أبناﺀ الآخرين من ذوي الدخل المحدود والعاطلين أمر منشود.

وذكرت المرشدة الطلابية “هيا القباني” أن حفلات التخرج بدأت تتنامى اقتصاديا حيث أتخذت مسارا خاطئا عن هدفها الحقيقي وباتت محور جدل بما اتخذته من طابع المبالغة في التحضيرات والتجهيزات سواء كانت في المدارس أو حفلات خاصة الا أنها أصبحت تحمل مفهوم الاحتفال فحسب بعيدا عن الهدف الاساسي من اقامتها, وحذرت من ترسيخها كضرورة في المجتمعات الا بشروط وقواعد تحقق الأهداف منها والتي أبرزها تحقيق الانجازات والتقدم العلمي ودعم ومكافأة طلبة العلم.

http://jubail4.com/news/2015/06/03/%D8%AD%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A7/


آخر تحديث
8/21/2015 11:21:15 PM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :