«جريمة الحمراء» مرتبطة بالتربية والفراغ والكبت والمحضن الإرهابي

تساءلا: كيف استطاع التكفيريون العبث بأذهان شبابنا.. الحمودي والحليبي:

«جريمة الحمراء» مرتبطة بالتربية والفراغ والكبت والمحضن الإرهابي

 الخبر - إبراهيم الشيبان

شحنات غضب مكبوتة

ربطت متخصصة في علم الاجتماع، بين جريمة الحمراء بمدينة الرياض والتربية للتوأمين اللذين قتلا امهما وحاولا قتل والدهما وشقيقهما في حادثة هزت المملكة من تأثيرها النفسي وبعدها الاجتماعي والديني والأخلاقي في مجتمع مسلم يحثنا ديننا على الحفاظ على الام والجنة تحت اقدام الأمهات وهو ما حثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤكدة ان تكرار الطعنات للأم والأب والشقيق جاءت نتيجة كبت ومشاكل أسرية في السابق وتصادم في الأفكار وشحنة غضب في انفس الابناء، في الوقت الذي وجد هذان التوأمان محضنا يشرعن لهما هذه الأفعال الإرهابية ويقترب منهما اكثر من المنزل واعتناقهما لأفكار هذه الجماعات الضالة.

واعتبرت المحاضرة في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. نورة الحمودي، الجريمة التي شهدتها مدينة الرياض، جريمة بشعة بكل المقاييس وتعجز ربما كل التنظيرات العلمية عن احتوائها أو تقديم تفسير لها ولما ظهر فيها من أقصى درجات العنف.

وفندت د. الحمودي، العوامل التي لها علاقة بالجريمة والعنف الأسري عموماً، والذي تشهد له عدة حالات في المجتمع السعودي، تتخذ أحياناً الشكل الأقوى والأعنف والذي يؤدي لموت الضحية، سواء العنف الأسري بين الزوجين أو بين الآباء وأبنائهم، فمن العوامل المؤدية لتنامي العنف الأسري وما ينتج عنه من جرائم، حيث نجد معاناة القاتل أو المجرم من سوء التعامل الذي يشعره بامتهان لذاته، خاصة إن أتى هذا التعامل وهذا السلوك من قبل الوالدين اللذين يفترض بهما أن يكونا البيئة الآمنة الحاضنة للابن، وسوء التعامل هذا قد يكون على شكل عنف مادي أو معنوي، يـُوجد لدى الابن شحنات غضب مكبوتة قد تنفجر في أي لحظة.

الفارق العمري الكبير بين الأبوين والأبناء يمكن أن ينتج عنه هوة ثقافية عميقة

وأضافت: نجد أن الفارق العمري الكبير بين الأبوين والأبناء والذي قد يصل أحيانا للخمسين عاماً يمكن أن ينتج عنه هوة ثقافية عميقة، تولد المزيد من الاختلافات والتنافر أحياناً بين هذين الجيلين، وقد يوقع أحدهما في عنف مضاد للطرف الآخر المختلف عنه فكرياً وقيمياً نتيجة الوصاية، ولا ننسى كذلك أن القيم المرتبطة بعلاقة الأبناء بالآباء هي قيم متردية هذه الفترة، وللأسف أحياناً بتشجيع من الآباء وبدعوى المزيد من الانفتاح في العلاقة بين الأبناء والوالدين، ورغم المكانة العليا التي رفع المولى عز وجل الوالدين إليها، نجد هناك من يُجرئ أبناءه عليه ويتسامح معه في كثير من السلوكيات التي شدد عليها الاسلام.

وقالت المحاضرة في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إننا بحاجة لمراجعة كل هذه العوامل التي هي مستصغر الشرر الذي يؤدي لمعظم النار، كما أننا بحاجة لتعلم ثقافة الاختلاف بين الأبناء والوالدين، وكيف يمكن أن يتعامل الآباء مع هذه الاختلافات الفكرية والقيمية، بما لا يتنافى مع القيم الإسلامية، ولا يشعر الأبناء بالامتهان أو يقلل من ذاتهم وكرامتهم.

عبث باذهان الشباب

وتساءل في ذهول المستشار الأسري د. خالد الحليبي، كيف استطاع التكفيريون أن يستغلوا الفراغ الكبير في أذهان شبابنا ليعبئوه بهذا الفكر المظلم، والحقيقة أنهم ليسوا هم وحدهم الذين وثبوا على حشاشات قلوب الوطن، بل معهم مروجو المخدرات، وخفافيش الإلحاد، ومحاربو الفضيلة، كلهم في صف واحد ضد الوطن وشبابه الذين هم حاضره ومستقبله.

وحول الدوافع المؤدية لهذه الجريمة النكراء، قال إنه من الصعب التكهن بها في هذه القضية النازلة بالذات وحتى لم تنشر أي معلومات عنهم، ولا شك بأن المؤثرات ليست محلية، ولكنها من خارج الوطن، طبخت في أجهزة استخباراتية مغرضة، تستهدف هذه البلاد الآمنة المطمئنة، لما تتمتع به من نعم وخيرات، وعبرت الحدود عن طريق النت، في غفلة من الرقابة الأسرية، لتجد لها أذهانا مهملة، جاهزة للاستجابة لأي فكرة مهما كان توجهها، ولا أجد سبباً واحداً -مهما تقمصت شخصية هؤلاء المجرمين- يكفي ليقتل الولد لوالدته أبدًا، إلا الجهل المركب الذي يحرص قادة الفكر التكفيري على استمراره وتجذيره؛ ليحققوا مآربهم.

ونبه انه إذا صح ما نقل عن إمام مسجدهم بأنهم لا يشهدون الصلاة مع أنهم متدينون في ظاهرهم، فقد كان ذلك كافياً للشك في أمرهم، والبحث في فكرهم قبل أن يتحولوا إلى وحوش ضارية، بل بعض الوحوش أعقل منهم، فهي تدافع عن أفراد أسرتها، وتنافح عنها، محذراً: "ليس أمامنا إلا أن نملأ الفراغ قبل غيرنا، بالمنهج الصحيح المعتدل، وبالطرق التي يتقبلها شبابنا، وإلا فالقادم مخيف".

المصدر: http://www.alriyadh.com/1514658